منذ فترة تقارب الشهرين وبالتحديد في شهر فبراير الماضي، كان فريق ارسنال الانجليزي في قمة تألقه ويتربع علي قمة الكرة الانجليزية بالنتائج والأداء الجميل الذي ميزه عن باقي الفرق حيث كان متصدرا للدوري ومتقدما علي المنافس التقليدي مانشستر يونايتد بفارق خمس نقاط في حين كان تشيلسي الفريق اللندني الآخر يحل ثالثا.
والمتابع لظاهرة خفوت نجم ارسنال في فترة قصيرة وهي الأسابيع التسع الأخيرة سيتمكن من الوصول إلي ملاحظة مهمة وهي أن ارسنال اكتفي حاليا باللعب الجميل فقط، فقد ترك صدارة الدوري الانجليزي لمانشيستر يونايتيد بل وتخلي عن مركز الوصيف أيضا ليحل تشيلسي ثانيا وأصبح هو المنافس الوحيد لمانشستر.
وقد طغت خساره فيرق اللندني برباعيه أمام ليفربول في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا علي فرحة الفوز الكبير علي ميلان الايطالي في إياب دور الـ16 لنفس البطولة.
وتحدث ارسين فينجر مدرب ارسنال الأسطوري عن هذه الظاهرة التي تريد تفسير – تحدث إلي العديد من الوكالات والصحف وكان أهمها تصريحه للـBBC الذي قال فيه بالحرف إن فريقه كان ضحية عوامل كثيرة اجتمعت في وقت واحد ضد ارسنال، ولم يكن للفريق أي دخل فيها كالحظ والإصابات وسوء التحكيم.
ويبدو أن قدرة فينجر قد أصابتها الشيخوخة في حل مشاكل الفريق خاصة أن ارسنال لم يتمكن من الحصول علي أي لقب طوال ثلاث مواسم متتالية، وهو ما يطرح سؤالا مهما وهو ما هي الحلول لكسر حالة الجمود التي يعاني منها الفريق؟؟
الأسباب الخفية في تحول التقدم إلي تأخر بعد بيع لاعب الفريق الأسطوري الفرنسي تيري هنري لبرشلونة الصيف الماضي، لم يتوقع احد أن يحل أي من اللاعبين الشباب بالفريق محل هنري ومن ثم تحقيق الألقاب وان كانت تلك التوقعات كانت من جانب تخفيف الضغط علي اللاعبين.
وسطع بالفعل نجم لاعبين بالفريق وهما ايمانويل اديبايور وروبين فان بيرسي، وتمكنا من ملأ الفراغ الذي تركه هنري في خط هجوم ارسنال والذي كان من نتيجته أن تمكن الفريق من الفوز بخمسة عشر مباراة متتالية وتعادلين فقط.
ثم هبت رياح عاتية قلبت الأمور رأسا علي عقب داخل الفريق بعد خساره قاسيه جاءت علي يد توتنهام كانت الحصيلة حينها خمسة أهداف مقابل هدف وحيد في نصف نهائي كأس رابطة المحترفين الانجليزية في يناير الماضي، وظهر ذلك أيضا في نفس المباراة حين تشاجر لاعبا الفريق اديبايور ونيكلاس بندنتر في الملعب وأمام الجماهير.
وجاءت خسارة ارسنال أمام مانشستر علي أرضه في كأس انجلترا 4-0 لتلقي بظلالها علي الفريق، وبعد أن شارك فينجر بفريق ضعيف وكانت النتيجة متوقعة قام بالدفاع عن نفسه مشيرا إلي أن ارسنال لا يهمه البطولات المحلية.
ثم جاءت المباراة التي جمعت ارسنال ببرمنجهام لتكون ضربة موجعة أخري للفريق بعد أن فقد جهود ادوارد ودا سيلفا المهاجم القدير، وهو ما أضاف بعدا نفسيا آخر للاعبي الفريق حيث كادت تؤدي تلك الإصابة إلي خسارة الفريق قبل أن يتمكن من التعادل في الدقيقة الأخيرة.
وكانت تلك هي نقطة التحول التي قللت من حظوظ الفريق بشكل عام، حيث لم يتمكن الفريق من الفوز إلا بثلاث مباريات من المباريات الـ14 التي خاضها منذ مباراة برمنجهام المذكورة بما فيها مباريات خاضها ضد فرق ضعيفة مثل استون فيلا وويجان وميدلسبره.
الإصابات كانت سببا في بعثرة أوراق الفريق ما من شك في أن ارسنال عانى وما زال يعاني من مشكلة كثرة الإصابات في صفوفه، فقد طالت هذه الإصابات فان بيرسي وتوماس روزيسكي نجمي الفريق وأبعدتهما عن المشاركة لفترة ليست بقصيرة، ثم جاءت إصابة دا سيلفا لتحيل خط الهجوم إلي جحيم.
ولم يكن دفاع المدفعجية أوفر حظا، فخسر جهود باكاري سانيا للإصابة وهو ما دفع فينجر إلي نقل كولو توريه إلي الدفاع بديلا له وهو ما احدث اضطراب في خطوط الفريق بعد فشل فيليب سانديروس في القيام بدور البديل لتوريه في خط الوسط.
وفي مباراة ارسنال ضد ليفربول في إياب الدور ربع النهائي بدوري الأبطال، فقد الفريق جهود ماثيو فلاميني، بجانب مشاركة فابريجاس المرهق، ولكنه اجبر على مواصلة اللعب لعدم وجود البديل المناسب، وبدلا من أن يلم فينجر شمل فريقه، و يمده بالطاقات والدماء الجديدة، سمح للاعب الوسط الموهوب لاسانا ديارا بالانتقال إلى نادي بورتسموث.
لاعبون قد يخسرهم ارسنال ينز ليمان الحارس الأساسي للفريق والبالغ من العمر 38 عاما، لم يعد هذا الحارس هو الاختيار الأول لحراسة عرين المدفعجية، ونتيجة لهذا يقوم ليمان بتوجيه اتهامات ونقد لبديله مانويل المونيا علنا، ومن المرجح أن يغادر ليمان الفريق قريبا.
فيليب سانديروس الذي كثرت أخطاءه الفنية القاتلة في الفترة الأخيرة، قرر فينجر عدم إشراكه بداية من مباراة الفريق أمام تشيلسي والتي خسرها الفريق بهدفين لهدف بعد أن أدي بشكل مخيب في مباراة الفريق أمام ليفربول في دوري الأبطال.
أما نجم الفريق الشاب فابريجاس، فهناك أكثر من تقرير أفاد ملاحقة الفريق الملكي الاسباني ريال مدريد له، وهناك تقارير أخري تقول بأنه يتفاوض مع برشلونة علي الرغم من مدة تعاقده مع ارسنال مازالت سارية.
وسينتهي عقد فلاميني بنهاية هذا الصيف، بينما هناك أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الكسندر هيليب لاعب الوسط، حيث تناثرت أنباء تؤكد انه اجتمع بمسئولي انتر ميلان الايطالي، ويرجح انتقاله إلي ايطاليا الموسم القادم.
إلي هنا فالكثيرون يعلمون انه يوجد خيط رفيع جدا بين الفشل والنجاح، ولكن في حالة فريق مثل ارسنال فان العلاج قد يكون مستعصيا وربما العكس هو الصحيح، فالطبيب فينجر هو من يملك هذا العلاج ويجب أن يقوم باستئصال روح الانهزام وعدم الثقة في النفس التي تملكت الفريق.